أختاه .. أيتها الغالية .. يا نسمة العبير .. أنتِ بسمتنا المنشودة .. وأنت شمسنا التي تبدد الظلام ..
فاسمعي هذه الكلمات .. إنها ليست مجرد كلمات ..
بل هي وربي آهات القلب المؤمن الغيور ..
فيا أيتها الأمل ..
تعالي قبل فوات الأوان .. فاسمعي هذا النداء ..
فربما عرفتِ الداء والدواء ..
تعالي ..
هذه الأيام لا ترجع
ولا تصغي لنا الدنيا ولا تسمع
ولا تجدي شكاة الدهر أو تنفع
تعالي نحن بعثرنا السويعاتِ
وضحينا بأيام عزيزاتِ
فيا أختاه يكفينا حماقاتِ
أجل يا أختُ ما قد ضاع يكفينا
فعودي ها هو العمر ينادينا
فلا نخربه يا أختُ بأيدينا
أخيتي .. اسمعي هذه الكلمات ..
بعيداً عن الهوى والشهوات ..
فربما رق القلب فانقلب بعواطفه وأشجانه ..
وربما صحى الضمير فيحس بآلامه وآماله ..
وربما تنبه العقل ليتحرى بأفكاره وآرائه ..
إنها إشراقة ..
إنها إشراقة لتشرقي في سمائنا يا شروق ..
وهي الحنان من نبع لا يجف يا حنان ..إنها الأمل الذي نرجوه يا أمل . .
فهل أنت أملٌ فنعقد عليكِ الآمال ..؟؟
أم أنت ألم فتزيدين الآلام آلاما .. ؟؟
أخيتي أرجوكِ لا تنزعجي بصراحتي فما بالك أخيتي ..
ما بالكِ تُخدعين بمعسول الكلام ..
وتلهفين خلف وسائل الإعلام .. وتتكشفين للأجانب من الرجال ..
و تتساهلين في أمر الحجاب .. بدون عقل ولا تفكير ..
وأسمعك ترددين هذه هي الحياة من يخرجني مما أنا فيه !
طفش وضيق وغيرها من العبارات التي نسمعها من بعض الغافلات..
فيا أيتها الأخت الغالية كوني عاقلة فطنة ....
وكم أود أن تقفي مع نفسك قليلا وتسألينها من دعاكِ إلى عصيانه عز وجل؟!
شتان والله من يريدكِ لشهوته وبين من يريدكِ لأمته !
نعم .. نريدكِ أن تكوني أكبر من هذا .. أن تنفعي .. أ
ن تساهمي ببناء مجتمع ونهضته ..
لا كما يريدونكِ الآخرين للغزل والحب والشهوة والغناء والرقص والطرب
ألهذا خلقتِ فقط ؟!
وهل الحياة حب وعشق فقط ؟!
لماذا ننام على الشهوة ونصحو عليها ؟! ..
إن من النساء من لا تنام ولا تقوم إلا على غناء العاشق الولهان ..
أوقات لمشاهدة لقطات الحب والتقبيل ..
وأوقات لقراءة روايات العشق والغرام ..
وأوقات لتصفح مجلات الفن والغناء ..
وأوقات للهمسات والمعاكسات .
. لماذا عواطف فقط ؟!! ..
أين العقل .. أين الإيمان ..
أين المروءة .. بل أين البناء والتربية ..
والفكر والمبادئ والأهداف في حياة المرأة ..
فلماذا الاهتمام بالصورة لا بالحقيقة ..
وبالجسد لا بالروح ! ..
نعم .. كم أتمنى يا أخيتي أن تفرقين بين من يحترم عقلكِ لا جسدكِ ..
ويهتم بملء الفراغ الروحي والفكري لديكِ لا من يهتم بالشهوة والجسد والطرب ..
فهل عرفتي ماذا نريد ؟! ..وأنت تقرئين القرآن قفي وتأملي قول الحق عز وجل :
( إن جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً )
فهل عرفت إذاً ؟! ..إنه ابتلاء وامتحان ...........
فسألي نفسكِ هل نجحت أم رسبتِ في الامتحان ؟!
أيتها الغالية هل نسيتِ أنكِ في الدنيا ..وأنها مليئة بالهموم والآلام وأنها حقيرة لا تساوي عند الله جناح بعوضة
هل نسيتِ أنه هناك شيئاً اسمه الزهد والورع وترك الشبهات فضلاً عن ترك المحرمات
وأنه هناك آخرة وموتى وقبراً وحسن أو سوء خاتمة
وجنة ونارا وجزاء وحسابا اسألي نفسك بصراحة : لو جاءك ملك الموت بأمر من ربك عز وجل وأنت تقرئين هذه الرسالة ليقبض روحك الآن.. هل كانت تسرك محادثتك مع ذلك الرجل..؟
في ذلك اليوم يوم المحشر، حين يقوم الناس لرب العالمين،
وينصب الصراط وتحته الكلاليب واللهب.. هل كانت تسرك محادثتك مع ذلك الرجل..؟
يوم تقفين أنت عارية حافية بصغرك وضآلتك أمام خالق السماوات والأرض،
العظيم المتعال عز وجل، الذي يعلم سرك وجهرك، هل كانت تسرك محادثتك مع ذلك الرجل
وانتهاك حدود الله التي فرضها عليك وقال في محكم التنزيل
( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً ) ..