حجة الوداع
قال ابن إسحق فلما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذو القعدة من سنة عشر تجهز للحج وأمر الناس الجهاز له وخرج لخمس ليال بقين من ذي القعدة فيما حدثني عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه القاسم بن محمد عن عائشة قال ابن هشام واستعمل على المدينة أبا دجانة الساعدي وقيل سباع بن عرفطة الغفاري قال أبو عمر ما كان في كتابنا هذا عن ابن إسحق فروايتنا فيه عن عبدالوارث بن سفيان عن قاسم بن أصبغ عن محمد بن عبدالسلام الخشني عن محمد بن البرقي عن ابن هشام عن زياد البكائي عن محمد بن إسحق وقراءة مني أيضا على عبدالله بن محمد بن يوسف عن ابن مفرج عن ابن الأعرابي عن العطاردي عن يونس بن بكير عن ابن إسحق وقراءة مني أيضا على عبدالوارث بن سفيان عن قاسم بن أصبغ عن عبيد بن عبدالواحد البزار عن أحمد بن محمد بن أيوب عن إبراهيم بن سعد عن ابن إسحق وما كان فيه عن موسى بن عقبة فقرأته على عبدالوارث بن سفيان وأحمد بن محمد بن أحمد عن قاسم عن مطرف بن عبدالرحمن بن قيس عن يعقوب عن ابن فليح عن موسى بن عقبة ولي في ذلك روايات وأسانيد مذكورة في صدر كتاب الصحابة وفي الفهرسة روايتنا لكتاب الواقدي وغيره تركنا ذلك ههنا خشية الإطالة بذكره وفي كتاب أبي بكر بن أبي خيثمة روايتي له عن عبدالوارث عن قاسم عنه من ذلك أطراف والله المحمود على عونه وفضله كثيرا كما هو أهله قال الفقيه أبو عمر رضي الله عنه قال جماعة من أهل العلم بالسير والأثر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحج في الإسلام إلا ثلاث حجات اثنتين بمكة وواحدة بعد فرض الحج عليه من المدينة حديث جابر في حجة الوداع وأحسن حديث في الحج وأتمه حديث جابر حدثناه أحمد بن سعيد بن بشر وأحمد بن قاسم بن عبدالرحمن قالا حدثنا محمد بن عبدالله بن أبي دليم قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا محمد بن مسعود قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن جعفر بن محمد قال حدثني أبي قال أتينا جابر بن عبدالله وهو في بني سلمة فسألناه عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بالمدينة تسع سنين ثم أذن في الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج العام فنزل بالمدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله ويفعل ما يفعل فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لخمس بقين من ذي القعدة وخرجنا معه حتى أتى ذا الحليفة ونفست أسماء بنت عميس بمحمد بن أبي بكر فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اغتسلي واستثفري بثوب ثم أهلي فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا استوت به ناقته على البيداء أهل بالتوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك قال ولبى الناس والناس يزيدون ذا المعارج ونحوه من الكلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع ولا يقول لهم شيئا فنظرت مد بصري بين يدي رسول الله من راكب وماش ومن خلفه مثل ذلك وعن يمينه مثل ذلك وعن شماله مثل ذلك قال جابر ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ينزل عليه القرآن وهو يعلم تأويله وما عمل به من شيء عملنا فخرجنا لا ننوي إلا الحج حتى أتينا الكعبة فاستلم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر الأسود ثم رمل ثلاثا ومشى أربعا حتى إذا فرغ عمد إلى مقام إبراهيم فصلى خلفه ركعتين وقرأ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى قال جعفر قال أبي فقرأ فيهما بالتوحيد قل هو الله أحد و قل يأيها الكافرون ثم استلم الحجر الأسود ثم خرج إلى الصفا فقال نبدا بما بدأ الله به وقرأ إن الصفا والمروة من شعائر الله ورقى على الصفا حتى إذا نظر إلى البيت كبر ثم قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا اله وحده أنجز وعده وصدق عبده وغلب أو قال هزم الأحزاب وحده ثم دعا ثم رجع إلى هذا الكلام ثم دعا ثم رجع إلى هذا الكلام ثم نزل حتى إذا انصبت قدماه في الوادي سعى حتى صعد مشيا حتى أتى المروة فرقى عليها حتى إذا نظر إلى البيت قال عليها كما قال على الصفا فلما كان السابع بالمروة قال يأيها الناس إني لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي وجعلتها عمرة فمن لم يكن معه هدي فليحل وليجعلها عمرة فحل الناس كلهم وقال سارقة بن جعثم وهو في أسفل المروة يا رسول الله ألعامنا هذا أم للأبد فشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصابعه ثم قال للأبد بل لأبد الأبد ثلاث مرات وقال دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة وقدم علي رضي الله عنه من اليمن وقدم معه بهدي وساق رسول الله صلى الله عليه وسلم معه هديا من المدينة فإذا فاطمة قد حلت ولبست ثيابا صابغة واكتحلت فأنكر ذلك عليها قالت أمرني أبي قال علي بالكوفة لم يذكره جابر فانطلقت محرشا أستفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذي ذكرت فاطمة قال قلت إن فاطمة لبست ثيابا صابغة واكتحلت وقالت أمرني أبي قال صدقت صدقت أنا أمرتها قال جابر فقال لعلي بم أهللت قال قلت اللهم إني أهل بما أهل به رسولك قال عليه السلام فإن معي الهدي فلا تحل بحال وكان جماعة الهدي الذي أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة والذي أتى به علي مائة فنحر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ثلاثا وستين وأعطى عليا فنحر ما غبر وأشركه في هديه ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر فأكلا من لحمها وشربا من مرقها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نحرت ههنا ومني كلها منحر ووقف بعرفة وقال وقفت ههنا وعرفة كلها موقف ثم أتى المزدلفة فقال وقفت ههنا ومزدلفة كلها موقف أخبرنا عبدالله بن محمد قال حدثني محمد بن بكر قال حدثنا سليمان بن الأشعث أبو داود قال حدثنا عبدالله بن محمد النفيلي وعثمان بن أبي شيبة وهشام بن عمار وسليمان بن عبدالرحمن